قوله تعالى : { زِينَةً } : يجوز أَنْ ينتصِبَ على المفعولِ له ، وأن يتنصِبَ على الحالِ إنْ جَعَلْتَ " جَعَلْنا " بمعنى خَلَقْنا ، ويجوز ان يكونَ مفعولاً ثانياً إنْ كانَتْ " جَعَلَ " تصييريةً و " لها " متعلقٌ ب " زِيْنةً " على العلةِ ، ويجوز أَنْ تكونَ اللامُ زائدةً في المفعول ، ويجوز أنْ تتعلَّقَ بمحذوفٍ صفةً ل " زينة " .
قوله : " لِنَبْلُوَهُمْ " متعلقٌ ب " جَعَلْنا " بمعنييه .
قوله : " أيُّهم أحسنُ " يجوز في " أيُّهم " وجهان ، أحدهما : أن تكونَ استفهاميةً مرفوعةً بالابتداء ، و " أحسنُ " خبرُها . والجملةُ في محلِّ نصبٍ معلَّقَةٌ ل " نَبْلُوَهم " لأنه سببُ العلم كالسؤال والنظر . والثاني : أنها موصولةٌ بمعنى الذي " وأحسنُ " خبرُ مبتدأ مضمرٍ ، والجملةُ صلةٌ ل " أيُّهم " ، ويكون هذا الموصولُ في محلِّ نصبٍ بدلاً مِنْ مفعول " لنبلوَهم " تقديرُه : لِنَبْلُوَ الذي هو أحسنُ . وحينئذٍ تحتمِل الضمةُ في " أيُّهم " ، ان تكونَ للبناء كهي في قولِه تعالى : { لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ }
[ مريم : 69 ] على أحدِ الأقوالِ ، وفي قوله :
إذا ما أَتَيْتَ بني مالكٍ *** فَسَلِّمْ على أَيُّهم أَفْضَلُ
وشرطُ البناءِ موجودٌ ، وهو الإِضافةُ لفظاً ، وحَذْفُ صدرِ الصلةِ ، وهذا مذهبُ سيبويه ، وأن تكونَ للإِعراب لأنَّ البناءَ جائزٌ لا واجبٌ . ومن الإِعراب ما قُرِئ به شاذاً { أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ } [ مريم : 69 ] وسيأتي إنْ شاء الله تحقيقُ هذا في مريم .
والضمير في " لِنَبْلُوَهم " و " أيُّهم " عائدٌ على ما يُفْهَمُ من السِّياق ، وهم سكانُ الأرض . وقيل : يعودُ على ما على الأرضِ إذا أُريد بها العقلاء . وفي التفسير : المرادُ بذلك الرُّعاة : وقيل : العلماءُ والصُّلحاءُ والخُلفاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.