غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} (7)

1

قوله سبحانه : { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها } قال أهل النظم : كأنه تعالى يقول : إني خلقت الأرض وزينتها ابتلاء للخلق بالتكاليف ، ثم إنهم يتمردون ويكفرون ومع ذلك فلا أقطع عنهم مواد هذه النعم ، فأنت أيضاً يا محمد لا تترك الاشتغال بدعوتهم بعد أن لا تأسف عليهم وما على الأرض المواليد الثلاثة أعنى المعادن والنبات والحيوان وأشرفها الإنسان . وقال القاضي : الأولى أن لا يدخل المكلف فيه لأن ما على الأرض ليس زينة لها بالحقيقة وإنما هو زينة لأهلها الغرض الابتلاء ، فالذي له الزينة يكون خارجاً عن الزينة . ومضى أنه مجاز بالصورة والمراد أنه تعالى يعاملهم معاملة لو صدرت تلك المعاملة عن غيره لكان من قبيل الابتلاء والامتحان . وقد مر هذا البحث بتمامه في سورة البقرة في تفسير قوله : { وإذ ابتلى إبراهيم ربه }

[ البقرة : 124 ] . واللام في { لنبلوهم } للغرض عند المعتزلة ، أو العاقبة أو استتباع الغاية عند غيرهم حذراً من لزوم الاستكمال . قال الزجاج { أيهم } رفع بالابتداء لأن لفظه لفظ الاستفهام والمعنى لنمتحن هذا { أحسن عملاً } أم ذلك .

/خ26