سورة   الكهف
 
الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} (7)

وقوله سبحانه : { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرض زِينَةً لَّهَا } [ الكهف : 7 ] .

بسط في التسلية ، أي : لا تهتمَّ بالدنيا وأهلها ، فإن أمرها وأمرهم أقلُّ ، لفناء ذلك وذهابه ، فإِنا إِنما جعلنا ما على الأرض زينةً وامتحاناً واختباراً ، وفي معنى هذه الآية قوله صلى الله عليه وسلم : ( الدُّنْيَا حُلْوَةُ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالى مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيا واتقوا النِّسَاءَ ) { لِنَبْلُوَهُمْ } أي : لنختبرهم ، وفي هذا وعيدٌ مَّا قال سفيانُ الثَّوْريُّ : أحسنهم عملاً : أزهدهم فيها ، وقال أبو عاصم العَسْقَلاَنِيُّ : { أَحْسَنُ عَمَلاً } . الترك لها .

قال ( ع ) : وكان أبي رحمه اللَّه يقولُ : أحسن العَمَلِ : أخْذٌ بحقٍّ ، وإِنفاقٌ في حقٍّ ، وأداء الفرائض ، واجتناب المحارِمِ ، والإِكثار من المندوب إِليه .