{ إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها } هذه الجملة تعليل للنهي المقصود من الترجي والقصد منه تسلية له صلى الله عليه وسلم وتسكين أسفه وغيضه على عدم إيمانهم لأنه مختبر لأعمال العباد مجازيهم ، يقول له صلى الله عليه وسلم لا تحزن فإني منتقم منهم لك ، وقيل استئناف .
والمعنى إنا جعلنا ما عليها مما يصلح أن يكون زينة لها ولأهلها من الحيوانات والنبات والشجر والأنهار والجماد وغير ذلك من النعم كالذهب والفضة والمعادن كقوله سبحانه { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا } قال ابن عباس : يعني الرجال والعلماء زينة الأرض ، وعن سعيد بن جبير مثله ، وقال الحسن : هم الرجال العباد العمال لله بطاعته .
{ لنبلوهم أيهم أحسن عملا } اللام للغرض أو العاقبة ، والمراد بالابتلاء أنه سبحانه يعاملهم معاملة لو كانت تلك المعاملة من غيره لكانت من قبيل الابتلاء والامتحان ، قال الزجاج : أيهم رفع بالابتداء إلا أن لفظه لفظ الاستفهام والمعنى لنمتحنن أهذا أحسن عملا أم ذلك ، قال الحسن : أيهم أزهد وأشد للدنيا تركا ، ومثله عن الثوري وقال مقاتل : أيهم أصلح فيما أوتي من المال ، وقال قتادة : أيهم أتم عقلا .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في التاريخ وابن مردويه عن ابن عمر قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقلت : ما معنى ذلك يا رسول الله قال : ( ليبلوكم أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم الله وأسرعكم في طاعة الله ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.