تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡـٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ} (73)

{ يا أيها الناس } يعنى كفار مكة { ضرب مثل } يعنى شبها وهو الصنم { فاستمعوا له } ثم أخبر عنه ، فقال سبحانه : { إن الذين تدعون من دون الله } من الأصنام يعنى اللات والعزى ومناة وهبل { لن } يستطيعوا أن { يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له } يقول : لو اجتمعت الآلهة على أن يخلقوا ذبابا ما استطاعوا ، ثم قال عز وجل : { وإن يسلبهم الذباب شيئا } مما على الآلهة من ثياب أو حلى أو طيب { لا يستنقذوه منه } يقول : لا تقدر الآلهة أن تستفيد من الذباب ما أخذ منها ، ثم قال : { ضعف الطالب والمطلوب } آية ، فأما الطالب فهو الصنم ، وأما المطلوب فهو الذباب ، فالطالب هو الصنم الذي يسلبه الذباب ولا يمتنع منه ، والمطلوب هو الذباب ، فأخبر الله عن الصنم أنه لا قوة له ، ولا حيلة ، فكيف تعبدون ما لا يخلق ذباب ، ولا يمتنع من الذباب .