تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ} (15)

{ عندها جنة المأوى } آية تأوى إليها أرواح الشهداء أحياء يرزقون ، وإنما سميت المنتهى لأنها ينتهي إليها علم كل مخلوق ، ولا يعلم ما وراءها أحد إلا الله عز وجل كل ورقة منها تظل أمة من الأمم على كل ورقة منها ملك يذكر الله عز وجل ، ولو أن ورقة منها وضعت في الأرض لأضاءت لأهل الأرض نورا تحمل لهم الحلل والثمار من جميع الألوان ، ولو أن رجلا ركب حقة فطاف على ساقها ، ما بلغ المكان الذي ركب منه حتى يقتله الهرم ، وهي طوبى التي ذكر الله تعالى في كتابه : { طوبى لهم وحسن مآب } [ الرعد :29 ] ينبع من ساق السدرة عينان أحدهم السلسبيل ، والأخرى الكوثر ، فينفجر من الكوثر أربعة أنهار التي ذكر الله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم ، الماء واللبن والعسل والخمر .