روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ} (15)

{ عِندَهَا } أي عند السدرة ، وجوز أن يكون الضمير للنزلة وهو نازل عن رتبة القبول { جَنَّةُ المأوى } التي يأوي إليها المتقون يوم القيامة كما روي عن الحسن ، واستدل به على أن الجنة في السماء ، وقال ابن عباس بخلاف عنه . وقتادة : هي جنة تأوي إليها أرواح الشهداء وليست بالتي وعد المتقون ، وقيل : هي جنة تأوي إليها الملائكة عليهم السلام والأول أظهر ، والمأوى على ما نص عليه الجمهور اسم مكان وإضافة الجنة إليه بيانية ، وقيل : من إضافة الموصوف إلى الصفة كما في مسجد الجامع ، وتعقب بأن اسم المكان لا يوصف به ، والجلمة حالية ، وقيل : الحال هو الظرف ، و { جَنَّةُ } مرتفع به على الفاعلية ، وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه . وأبو الدرداء . وأبو هريرة . وابن الزبير . وأنس . وزر . ومحمد بن كعب . وقتادة : { جَنَّةُ } بها الضمير وهو ضمير النبي صلى الله عليه وسلم ، وجن فعل ماض أي عندها سترة إيواء الله تعالى ، وجميل صنعه به ، أو ستره المأوى بظلاله ودخل فيه على أن { المأوى } مصدر ميمي ، أو اسم مكان ، وجنة بمعنى ستره ، قال أبو البقاء : شاذوا لمستعمل أجنة ، ولهذا قالت عائشة رضي الله تعالى عنها . وكذا جمع من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين : من قرأ به فأجنة الله تعالى أي جعله مجنوناً أو أدخله الجنن وهو القبر ، وأنت تعلم أنه إذا صح أنه قرأ به الأمير كرم الله تعالى وجهه ومن معه من أكابر الصحابة فليس لأحد رده من حيث الشذوذ في الاستعمال ، وعائشة قد حكى عنها الإجازة أيضاً .