تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المجادلة مدنية ، عددها اثنتان وعشرون آية كوفي .

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله :{ قد سمع الله قول التي تجادلك } يعني تكلمك { في زوجها وتشتكي } يعني وتضرع { إلى الله والله يسمع تحاوركما } يعني خولة ، امرأة أوس بن الصامت ، والنبي صلى الله عليه وسلم { إن الله سميع } تحاوركما { بصير } آية وذلك أن خولة بنت ثعلبة بن مالك بن أحرم الأنصاري ، من بني عمرو بن عوف بن الخزرج ، كانت حسنة الجسم ، فرآها زوجها ساجدة في صلاتها ، فلما انصرفت أرادها زوجها فأبت عليه ، فغضب ، فقال : أنت علي كظهر أمي ، واسمه أوس بن الصامت ، أخو عبادة بن الصامت بن قيس بن أحرم الأنصاري ، فأتت خولة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : إن زوجي ، يا رسول الله ، تزوجني وأنا شابة ، ذات مال ، وأهل ، حتى إذا أكل مالي ، وأفنى شبابي ، وكبرت سني ، ووهى عظمي ، جعلني عليه كظهر أمه ، ثم ندم ، فهل من شيء يجمعني وإياه ، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم عنها ، وكان الظهار ، والإيلاء ، وعدد النجوم من طلاق الجاهلية ، فوقت الله تعالى في الإيلاء أربعة أشهر ، وجعل في الظهار الكفارة ، ووقت من عدد النجوم ثلاث تطليقات .

فأنزل الله تعالى : { الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا التي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول }