تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قُلۡ أَيُّ شَيۡءٍ أَكۡبَرُ شَهَٰدَةٗۖ قُلِ ٱللَّهُۖ شَهِيدُۢ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ أَئِنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّآ أَشۡهَدُۚ قُلۡ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَإِنَّنِي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ} (19)

{ قل أي شيء أكبر شهادة } ، وذلك أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : أما وجد الله رسولا غيرك ما نرى أحدا يصدقك بما تقول ، وقد سألنا عنك أهل الكتاب ، فزعموا أنه ليس لك عندهم ذكر ، فمن يشهد لك أن الله هو الذي أرسلك ؟ فقال الله للنبي صلى الله عليه وسلم : { قل } لهم { أي شيء أكبر شهادة } ، قالوا : الله أكبر شهادة من غيره ، فقال الله : { قل } لهم يا محمد { الله شهيد بيني وبينكم } بأني رسول ، { و } أنه { وأوحي إلي هذا القرآن } من عند الله ، { لأنذركم به } ، يعني لكي أنذركم بالقرآن يا أهل مكة ، { ومن بلغ } القرآن من الجن والإنس ، فهو نذير لهم ، يعني القرآن إلى يوم القيامة ، ثم قال : { أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى } ؟ قالوا : نعم نشهد ، قال الله للنبي صلى الله عليه وسلم : { قل } لهم { لا أشهد } بما شهدتم ، ولكن أشهد { قل إنما هو إله واحد } ، قل لهم : { وإنني برئ مما تشركون } به غيره .