تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَتۡهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ قَالُواْ يَٰحَسۡرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطۡنَا فِيهَا وَهُمۡ يَحۡمِلُونَ أَوۡزَارَهُمۡ عَلَىٰ ظُهُورِهِمۡۚ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ} (31)

{ قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله } ، يعني بالبعث ، { حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة } ، يعني يوم القيامة بغتة ، يعني فجأة ، { قالوا يا حسرتنا } ، يعني كفار قريش ، { على ما فرطنا فيها } ، يقولون : يا ندامتنا على ما ضيعنا في الدنيا من ذكر الله ، ثم قال : { وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون } ، وذلك أن الكافر إذا بعث في الآخرة ، أتاه عمله الخبيث في صورة حبشى ، أشوه ، منتن الريح ، كريه المنظر ، فيقول له الكافر : من أنت ؟ فيقول : أنا عملك الخبيث ، قد كنت أحملك في الدنيا بالشهوات واللذات ، فاحملني اليوم ، فيقول : وكيف أطيق حملك ؟ فيقول : كما حملتك ، فيركب ظهره ، فذلك قوله : { وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون } ، يعني ألا بئس ما يحملون .