تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِذۡ أَنتُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلۡقُصۡوَىٰ وَٱلرَّكۡبُ أَسۡفَلَ مِنكُمۡۚ وَلَوۡ تَوَاعَدتُّمۡ لَٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡمِيعَٰدِ وَلَٰكِن لِّيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗا لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} (42)

ثم أخبر المؤمنين عن حالهم التي كانوا عليها ، فقال : أرأيتهم معشر المؤمنين : { إذ أنتم بالعدوة الدنيا } ، يعنى من دون الوادي على شاطئ مما يلي المدينة ، { وهم بالعدوة القصوى } من الجانب الآخر مما يلي مكة ، يعنى مشركي مكة ، فقال : { والركب أسفل منكم } ، يعنى على ساحل البحر أصحاب العير أربعين راكبا أقبلوا من الشام إلى مكة فيهم : أبو سفيان ، وعمرو بن العاص ، ومخرمة بن نوفل ، وعمرو بن هشام ، { ولو تواعدتم } أنتم والمشركون ، { لاختلفتم في الميعاد ولكن } الله جمع بينكم وبين عدوكم على غير ميعاد ، أنتم ومشركو مكة { ليقضى الله أمرا } في علمه ، { كان مفعولا } يقول : أمرا لا بد كائنا ؛ ليعز الإسلام وأهله ، ويذل الشرك وأهله ، { ليهلك من هلك عن بينة ويحيى } بالإيمان { من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم } [ آية 42 ] .