غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَٰهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُواْ سَلَٰمٗاۖ قَالَ سَلَٰمٞۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذٖ} (69)

69

/خ69

التفسير : الرسل ههنا الملائكة ، وأجمعوا على أن الأصل فيهم جبرائيل ، ثم اختلفوا فقيل : كان معه اثناء عشر ملكاً على أحسن ما يكون من صورة الغلمان . وقال الضحاك : كانوا تسعة . وقال ابن عباس : كانوا ثلاثة جبرائيل وميكائيل وإسرائفيل وهم الذين ذكر الله تعالى في سورة الحجر { ونبئهم عن ضيف إبراهيم } [ الآية :51 ] وفي الذاريات { هل أتاك حديث إبراهيم } [ الآية :24 ] والظاهر أن البشرى هي البشارة بالولد . وقيل : بهلاك قوم لوط . ومعنى { سلاماً } سلمنا عليك . ومعنى { سلام } أمركم سلام أو سلام عليكم . ولأن الرفع يدل على الثبات والاستقرار ، والنصب يدل على الحدوث لمكان تقدير الفعل . قال العلماء : إن سلام إبراهيم كان أحسن اقتداء بقوله تعالى : { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحس منها } [ النساء :86 ] وإنما صح وقوع { سلام } مبتدأ مع كونه نكرة لتخصصها بالإِضافة إلى المتكلم إذ أصله سلمت سلاماً فعدل إلى الرفع لإفادة الثبات . ومن قرأ { سلماً } فمعناه السلام أيضاً . قال الفراء . سلم وسلام كحل وحلال وحرم وحرام . وقال أبو علي الفارسي : يحتمل أن يراد بالسلم خلاف الحرب . قالوا : مكث إبراهيم خمس عشرة ليلة لا يأتيه ضيف فاغتم لذلك فجاءته الملائكة فرأى أضيافاً لم ير مثلهم فما لبث { أن جاء } أي فما لبث في أن جاء بل عجل أو فما لبث مجيئه { بعجل } هو ولد البقرة { حنيذ } مشوي في حفرة من الأرض بالحجارة المحماة وهو من فعل أهل البادية معروف . ومعناه محنوذ كطبيخ بمعنى مطبوخ . وقيل : الحنيذ الذي يقطر دسماً لقوله : { بعجل سمين } [ الذاريات :26 ] تقول : حنذت الفرس إذا ألقيت عليها الجل حتى يقطر عرقا .

/خ69