غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ} (102)

101

{ قل نزله } ، أي : القرآن ، { روح القدس } ، هو جبرائيل ، والإضافة للمبالغة ، مثل " حاتم الجود " . والمراد : الروح المقدس ، المطهر عن دنس المأثم . { من ربك } ، صلة نزله ، أي : ابتداء تنزيله من عنده . وقوله : { بالحق } ، حال ، أي : متلبساً بالحكمة والصواب . { ليثبت الذين آمنوا } ، كقوله : { وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً } [ الأنفال : 2 ] ، فيقول كل من الناسخ والمنسوخ من عند ربنا ؟ ، وكل منهما في وقته خير وصلاح ؛ لأن الذي نزله حكيم لا يفعل إلا ما هو خير في أوانه ، وصواب بالنسبة إلى المكلف حين ما يكلف به . { وهدى وبشرى } ، معطوفان على محل ، { ليثبت } ، أي : تثبيتاً لهم وإرشاداً وبشارة ، وفيه تعريض بحصول أضداد هذه الخصال لغيرهم . ثم حكى شبهة أخرى عنهم . كانوا يقولون : إن محمداً يستفيد القصص والأخبار من إنسان آخر ويتعلمها منه . واختلف في ذلك البشر ، فقيل : كان غلاماً لحويطب بن عبد العزى قد أسلم وحسن إسلامه ، اسمه عائش ويعيش وكان صاحب كتب . وقيل : هو جبر غلام رومي كان لعامر بن الحضرمي . وقيل : عبدان جبر ويسار ، كانا يصنعان السيوف بمكة ، ويقرآن التوراة والإنجيل ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر وقف عليهما يسمع ما يقرآن ، فقالوا يعلمانه . وقيل : هو سلمان الفارسي .

/خ128