غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذَا بَدَّلۡنَآ ءَايَةٗ مَّكَانَ ءَايَةٖ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوٓاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفۡتَرِۭۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (101)

101

التفسير : هذا شروع في حكاية شبهات منكري نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . قال ابن عباس : كان إذا أنزلت آية فيها شدة ، ثم نزلت آية ألين منها ، قالت كفار قريش : إن محمداً يسخر من أصحابه ، يأمره اليوم بأمر ، وينهاهم عنه غداً ، وإنه لا يقول هذه الأشياء إلا من عند نفسه فنزل : { وإذا بدلنا } ، ومعنى التبديل : رفع الشيء مع وضع غيره مكانه ، وتبديل الآية : رفعها بآية أخرى غيرها ، وهو نسخها بآية سواها . { والله أعلم بما ينزل } ، شيئاً فشيئاً على حسب المصالح مغلظاً ثم مخففاً أو بالعكس . { بل أكثرهم لا يعلمون } فوائد النسخ والتبديل . قال أبو مسلم : أراد تبديل آية مكان آية في الكتب المتقدمة ، مثل آية تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة . وسائر العلماء أطبقوا على أن المراد بهذا التبديل النسخ . ونقل عن الشافعي أن القرآن لا ينسخ بالسنة ؛ لأنه تعالى أخبر بتبديل مكان الآية . وضعف بأنه لا يلزم من وجود التبديل بالآية نفي التبديل بغيرها كالسنة المتواترة ؛ إذ لا دلالة في الآية على الحصر ، وقد مر مباحث النسخ مفصلة مستوفاة في سورة البقرة .

/خ128