غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡ دَخَلَۢا بَيۡنَكُمۡ فَتَزِلَّ قَدَمُۢ بَعۡدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ ٱلسُّوٓءَ بِمَا صَدَدتُّمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَكُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (94)

84

{ فتزلَّ قدم بعد ثبوتها } ، لأن هذا الوعيد لا يليق بنقض عهد قبيله ، وإنما يليق بنقض عهد النبي صلى الله عليه وسلم . قال جار الله : وحدت القدم ونكرت ؛ لاستعظام أن تزل قدم واحدة عن طريق الحق بعد أن ثبتت عليه ، فكيف بأقدام كثيرة . وهذا مثل يضرب لمن وقع في بلاء بعد عافية ، ولا ريب أن من نقض عهد الإسلام وزلت قدمه عن محجة الدين القويم ، فقد سقط من الدرجات العالية إلى الدركات الهاوية ، بيانه قوله : { وتذوقوا السوء } في الدنيا { بما صددتم } ، بصدودكم أو بصدكم غيركم { عن سبيل الله } ؛ لأن المرتد قد يقتدي به غيره . { ولكم عذاب عظيم } ، في الآخرة . ويحتمل أن يراد أن ذلك السوء الذي تذوقونه هو عذاب عظيم .

/خ100