غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَسۡتَمِعُونَ بِهِۦٓ إِذۡ يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَ وَإِذۡ هُمۡ نَجۡوَىٰٓ إِذۡ يَقُولُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلٗا مَّسۡحُورًا} (47)

41

{ نحن أعلم بما يستمعون به } من الهزء بك وبالقرآن . قاتل جار الله { به } في موضع الحال كما تقول يستمعون بالهزء أي مصاحبين الهزء أو هازئين و { إذ يستمعون } نصب بما دل عليه أعلم أي أعلم وقت استماعهم بما به يستمعون { وإذ هم نجوى } أي يتناجون به إذ هم ذوو نجوى { إذ يقول الظالمون } " إذ " بدل من " إذ هم " { إن تتبعون } أي على تقدير الإتباع لأنهم لم يتبعوا رسول الله { إلا رجلاً مسحوراً } سحر فاختلط عقله وزال على حد الاعتدال . وقيل : المسحور الذي أفسد من قولهم " طعام مسحور " إذا أفسد عمله " أرض مسحورة " أصابها من المطر أكثر مما ينبغي فأفسدها . وقال مجاهد { مسحوراً } مخدوعاً لأن السحر حيلة وخديعة ، زعموا أن محمداً يتعلم من بعض الناس وأولئك الناس كانوا يخدعونه بهذه الحكايات ، أو زعموا أن الشيطان يخدعه فيتمثل له بصورة الملك . وقال أبو عبيدة : يريد بشراً ذا سحر وهو الرئة . قال ابن قتيبة : لا أدري ما حمله على هذا التفسير المستنكر مع أن السلف فسروه بالوجوه الواضحة .

/خ60