ولما كانوا ربما ادّعوا السمع والفهم فشككوا بعض من لم يرسخ إيمانه أتبعه تعالى بقوله تعالى : { نحن أعلم } أي : من كل عالم { بما يستمعون } أي : يبالغون في الإصغاء والميل لقصد السمع { به } من الآذان والقلوب أو بسببه ولأجله من الهزء بك وبالقرآن { إذ يستمعون } أي : يصغون بجهدهم { إليك } أي : إلى قراءتك { وإذ } أي : حين { هم } ذو { نجوى } أي : يتناجون بأن يرفع كل منهم بصره إلى صاحبه بعد إعراضهم عن الاستماع ثم ذكر تعالى ظرف النجوى بقوله تعالى : { إذ } وهو بدل من إذ قبله { يقول الظالمون } وقولهم { إن } أي : ما { تتبعون إلا رجلاً مسحوراً } أي : مخدوعاً مغلوباً على عقله . وروي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر علياً أن يتخذ طعاماً ويدعو إليه أشراف قريش من المشركين ففعل ذلك ودخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليهم القرآن ودعاهم إلى التوحيد وقال : " قولوا لا إله إلا الله حتى تطيعكم العرب وتدين لكم العجم " فأبوا عليه ذلك وكانوا عند استماعهم من النبيّ صلى الله عليه وسلم القرآن والدعوى إلى الله تعالى يقولون : { إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً } . فإن قيل : أنهم لم يتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يصح أن يقولوا { إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً } أجيب : بأنّ معناه إن اتبعتموه فقد اتبعتم رجلاً مسحوراً . وقرأ أبو عمرو وابن ذكوان وعاصم وحمزة بكسر التنوين في الوصل والباقون بالضم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.