بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَسۡتَمِعُونَ بِهِۦٓ إِذۡ يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَ وَإِذۡ هُمۡ نَجۡوَىٰٓ إِذۡ يَقُولُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلٗا مَّسۡحُورًا} (47)

ثم قال : { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ } ، يعني : بالقرآن . { إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } أي إلى قراءتك القرآن . { وَإِذْ هُمْ نجوى } ، يعني : يتناجون فيما بينهم . { إِذْ يَقُولُ الظالمون } ، أي يقول المشركون للمؤمنين : { إِن تَتَّبِعُونَ } ، يعني : ما تطيعون { إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا } ، يعني : مقلوب العقل . وذكر القتبي ، عن مجاهد أنه قال : مسحوراً أي مخدوعاً ، لأن السحر حيلة وخديعة ، كقوله { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فأنى تُسْحَرُونَ } [ المؤمنون : 89 ] أي من أين تخدعون . وذكر عن أبي عبيدة قال : السَّحر الرئة . يقال للرجل : انتفخ سَحرك ، إذا جبن ، يعني : إن تتبعون إلا رجلاً ذا رئة ، أي بشراً مثلكم .