{ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ } متلبسين به من اللغو والاستخفافِ والهُزْء بك وبالقرآن ، يروى أنه كان يقوم عن يمينه عليه الصلاة والسلام رجلان من بني عبد الدار وعن يساره رجلان فيصفّقون ويصفِرون ويخلِطون عليه بالأشعار { إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } ظرفٌ لأعلمُ وفائدتُه تأكيدُ الوعيدِ بالإخبار بأنه كما يقع الاستماعُ المزبورُ منهم يتعلق به العلم ، لا أن العلمَ يستفاد هناك من أحد وكذا قوله تعالى : { وَإِذْ هُمْ نجوى } لكون لا من حيث تعلّقُه بما به الاستماعُ بل بما به التناجي المدلولُ عليه بسياق النظمِ ، والمعنى نحن أعلمُ بالذي يستمعون ملتبسين به مما لا خيرَ فيه من الأمور المذكورةِ وبالذي يتناجَوْن به فيما بينهم ، أو الأولُ ظرفٌ ليستمعون والثاني ليتناجَون والمعنى نحن أعلمُ بما به الاستماعُ وقت استماعِهم من غير تأخيرٍ وبما به التناجي وقت تناجيهم ، ونجوى مرفوعٌ على الخبرية بتقدير المضافِ أي ذوو نجوى ، أو هو جمعُ نَجيّ كقتلى جمع قتيل أي متناجُون { إِذْ يَقُولُ الظالمون } بدل من إذ هم ، وفيه دليلٌ على أن ما يتناجَون به غيرُ ما يستمعون به وإنما وُضع الظالمون موضعَ المُضمر إشعاراً بأنهم في ذلك ظالمون مجاوزون للحدّ ، أي يقول كلٌّ منهم للآخرين عند تناجيهم : { إِن تَتَّبِعُونَ } ما تتبعون إنْ وُجد منكم الإتباع فرضاً أو ما تتبعون باللغو والهزء { إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا } أي سُحِر فجُنّ أو رجلاً ذا سَحْر أي رئةٍ يتنفس ، أي بشراً مثلَكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.