الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَسۡتَمِعُونَ بِهِۦٓ إِذۡ يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَ وَإِذۡ هُمۡ نَجۡوَىٰٓ إِذۡ يَقُولُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلٗا مَّسۡحُورًا} (47)

ثم قال [ تعالى ذكره{[41148]} ] : { نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك } [ 47 ] .

أي : نحن أعلم بما يستمع هؤلاء المشركون إذ يستمعون إليك وأنت تقرأ{[41149]} .

{ وإذ هم نجوى } [ 47 ] [ أي : ذووا نجوى ]{[41150]} أي : ذووا سر . وهذا مثل قولهم " قوم رضى " {[41151]} ونجواهم هو سرهم في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم{[41152]} .

والعامل في " إذ " : من قوله { إذ يقول } [ 47 ] " نجوى " أي : يتناجون{[41153]} في هذا الوقت . والعامل في إذ الأول " يستمعون " الأول . والمعنى : نحن يا محمد لا أعلم باستماعهم إلى قراءتك وقت استماعهم وهم يتناجون في/وقت قولهم بعضهم لبعض : ما تتبعون إلا رجلا مسحورا . وقيل : يقول ذلك للمؤمنين .

ومعنى " مسحورا " : أي : له سحر ، والسحر الرئة{[41154]} . أي : يأكل ويشرب لأن كل من له رئة يأكل ويشرب فهو مثل قولهم { إن تتبعون إلا رجلا{[41155]} } مثلكم .

وقيل المعنى : قد سحر وأزيل عن حد الاستواء{[41156]} .


[41148]:ساقط من ق.
[41149]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/95.
[41150]:ساقط من ق.
[41151]:وهو قول الأخفش، انظر: معاني الأخفش 2/614: قال "وإنما النجوى فعلهم كما تقول "هم قوم رضى" وإنما "الرضي" فعلهم.
[41152]:وهو قول ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/95.
[41153]:ط: زاد "وإذ يقول أي ويتناجون ... ".
[41154]:وهو قول أبي عبيدة، انظر: مجاز القرآن 1/381، وغريب القرآن 255 وقد أنكره عليه، وجامع البيان 15/96، ومعاني الزجاج 3/243، والجامع 10/177، واللسان (سحر).
[41155]:ط: {إلا بشرا} والآية في الإسراء 47، والفرقان 8.
[41156]:حكاه الزجاج، انظر: معاني الزجاج 3/244.