غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُل لَّوۡ كَانَ مَعَهُۥٓ ءَالِهَةٞ كَمَا يَقُولُونَ إِذٗا لَّٱبۡتَغَوۡاْ إِلَىٰ ذِي ٱلۡعَرۡشِ سَبِيلٗا} (42)

41

ثم دل على التوحيد الذي أمر به في قوله : { ولا تجعل مع الله إلهاً آخر } فقال :{ قل لو كان معه آلهة كما يقولون } أي كما يقول المشركون من إثبات آلهة من دونه أو كما تقولون أيها المشركون . وفي قوله { إذا } دلالة على أن ما بعدها وهو { لابتغوا } جواب عن مقالة المشركين وجزاء ل " لو " قاله في الكشاف . قلت : ولعل { إذا } ههنا ظرف لما دل عليه { لابتغوا } أي لطلبوا إذ ذاك { إلى ذي العرش سبيلاً } بالمغالبة كما يفعل الملوك بعضهم ببعض ومثله { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } [ الأنبياء : 22 ] ويسمى في عرف المتكلمين دليل التمانع وسيجيء بحثه في سورة الأنبياء إن شاء الله العزيز . وقيل : معنى الآية لو كانت هذه الأصنام كما تقولون من أنها تقربكم إلى الله زلفى لطلبت لأنفسها المراتب العالية والدرجات الرفيعة ، فلما لم تقدر أن تتخذ لأنفسها سبيلاً إلى الله فكيف يعقل أن تهديكم إلى الله .

/خ60