غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَوۡلَآ إِذۡ دَخَلۡتَ جَنَّتَكَ قُلۡتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالٗا وَوَلَدٗا} (39)

27

{ ولولا } للتخفيض وفعله . قلت : { وإذ دخلت } ظرف وقع في البين توسعاً . وقوله : { ما شاء الله } خبر مبتدأ محذوف أو جملة شرطية محذوفة الجزاء تقدير الكلام الأمر ما شاء الله أو أي شيء شاء الله كان . استدل أهل السنة بالآية في أنه لا يدخل في الوجود شيء إلا بأمر الله ومشيئته . وأجاب الكعبي بأن المراد ما شاء الله مما تولى فعله لا ما هو من فعل العباد . والجواب أن هذا التقدير مما يخرج الكلام عن الفائدة فإنه كقول القائل " السماء فوقنا " . وأجاب القفال بأنه أراد ما شاء الله من عمارة هذا البستان ويؤيده قوله { لا قوة إلا بالله } أي ما قويت به على عمارته وتدبير أمره فهو بمعونة الله ، وزيف بأنه تخصيص للظاهر من غير دليل على أن عمارة ذلك البستان لعلها حصلت بالظلم والعدوان ، فالتحقيق أنه لا قوة لأحد على أمر من الأمور إلا بإعانة الله وإقداره . عن عروه بن الزبير أنه كان يثلم حائطه أيام الرطب فيدخل من يشاء ، وكان إذا دخله ردد هذه الآية حتى يخرج . ثم لما علمه الإيمان وتفويض الأمر إلى مشيئة الله أجابه عن افتخاره بالمال والنفر فقال : { إن ترن أنا أقل } ف " أنا " فصل و{ أقل } مفعول ثان { مالاً وولداً } نصب على التمييز .

/خ46