مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَلَوۡلَآ إِذۡ دَخَلۡتَ جَنَّتَكَ قُلۡتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالٗا وَوَلَدٗا} (39)

وَلَوْلاَ } وهلا { إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء الله } «ما »موصولة مرفوعة المحل على أنها خبر مبتدأ محذوف تقديره : الأمر ما شاء الله ، أو شرطية منصوبة الموضع والجزاء محذوف يعني أي شيء شاء الله كان والمعنى هلا قلت عند دخولها والنظر إلى ما رزقك الله منها الأمر ما شاء الله ، اعترافا بأنها وكل ما فيها إنما حصل بمشيئة الله ، وأن أمرها بيده إن شاء تركها عامرة وإن شاء خربها ، { لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بالله } إقراراً بأن ما قويت به على عمارتها وتدبير أمرها هو بمعونته وتأييده . من قرأ { إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً } بنصب { أقل } فقد جعل { أنا } فصلاً ومن رفع وهو الكسائي جعله مبتدأ و { أقل } خبره والجملة مفعولاً ثانياً ل «ترني » وفي قوله : { وَوَلَدًا } نصرة لمن فسر النفر بالأولاد في قوله : { وأعز نفرا } .