ولما كان المؤمنون على طريق الأنبياء في إرادة{[46308]} الخير والإرشاد إلى سبيل النجاة وعدم الحقد على أحد بشر{[46309]} أسلفه و{[46310]}جهل قدمه ، قال له مصرحاً بالتعليم بعد أن لوح له{[46311]} به فيما ذكره عن نفسه مما يجب عليه : { ولولا إذ } {[46312]}أي وهلا حين{[46313]} { دخلت جنتك قلت } ما يدل على تفويضك الأمر فيها وفي غيرها{[46314]} إلى الله تعالى كما تقدم الإرشاد{[46315]} إليه في آية
{ ولا تقولن لشي }[ الكهف : 23 ] تاركاً للافتخار بها ، ومستحضراً لأن الذي وهبكها قادر على سلبك إياها ليقودك{[46316]} ذلك إلى التوحيد وعدم الشرك ، فلا تفرح بها ولا بغيرها مما يفنى لأنه{[46317]} لا ينبغي الفرح إلا بما يؤمن عليه الزوال { ما شاء الله } {[46318]}أي الذي له الأمر كله{[46319]} ، كان ، {[46320]}سواء كان حاضراً أو ماضياً أو مستقبلاً ، ولذلك أعراها عن الجواب{[46321]} ، لا ما يشاؤه غيره ولا يشاؤه{[46322]} {[46323]}هو سبحانه{[46324]} ؛ ثم{[46325]} علل ذلك بقوله تعالى : { لا قوة } أي لأحد {[46326]}على بستان وغيره{[46327]} { إلا بالله } أي{[46328]} {[46329]}المتوحد بالكمال ، فلا شريك له ، وأفادت هذه الكلمة إثبات القوة لله وبراءة العبد منها ، والتنبيه على أنه لا قدرة لأحد{[46330]} من الخلق إلا بتقديره ، فلا يخاف من غيره ، والتنبيه على فساد قول الفلاسفة في الطبائع {[46331]}من أنها{[46332]} مؤثرة بنفسها .
ولما قدم{[46333]} ما يجب عليه في نفسه منبهاً به لصاحبه ، ثم ما يجب عليه من{[46334]} التصريح بالإرشاد في أسلوب مقرر أن الأمر كله لله ، لا شيء لأحد غيره ، أنتج قوله تعالى : { إن ترن } أي أيها المفتخر بما له عليّ ! { أنا } {[46335]}ولما ذكر ضمير الفصل ، ذكر مفعول ( ترى ) الثاني فقال{[46336]} : { أقل منك } {[46337]}وميز القليل{[46338]} بقوله : { مالاً وولداً * } أي من جهة المال والولد الذي هو أعز نفر الإنسان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.