نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَوۡلَآ إِذۡ دَخَلۡتَ جَنَّتَكَ قُلۡتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالٗا وَوَلَدٗا} (39)

ولما كان المؤمنون على طريق الأنبياء في إرادة{[46308]} الخير والإرشاد إلى سبيل النجاة وعدم الحقد على أحد بشر{[46309]} أسلفه و{[46310]}جهل قدمه ، قال له مصرحاً بالتعليم بعد أن لوح له{[46311]} به فيما ذكره عن نفسه مما يجب عليه : { ولولا إذ } {[46312]}أي وهلا حين{[46313]} { دخلت جنتك قلت } ما يدل على تفويضك الأمر فيها وفي غيرها{[46314]} إلى الله تعالى كما تقدم الإرشاد{[46315]} إليه في آية

{ ولا تقولن لشي }[ الكهف : 23 ] تاركاً للافتخار بها ، ومستحضراً لأن الذي وهبكها قادر على سلبك إياها ليقودك{[46316]} ذلك إلى التوحيد وعدم الشرك ، فلا تفرح بها ولا بغيرها مما يفنى لأنه{[46317]} لا ينبغي الفرح إلا بما يؤمن عليه الزوال { ما شاء الله } {[46318]}أي الذي له الأمر كله{[46319]} ، كان ، {[46320]}سواء كان حاضراً أو ماضياً أو مستقبلاً ، ولذلك أعراها عن الجواب{[46321]} ، لا ما يشاؤه غيره ولا يشاؤه{[46322]} {[46323]}هو سبحانه{[46324]} ؛ ثم{[46325]} علل ذلك بقوله تعالى : { لا قوة } أي لأحد {[46326]}على بستان وغيره{[46327]} { إلا بالله } أي{[46328]} {[46329]}المتوحد بالكمال ، فلا شريك له ، وأفادت هذه الكلمة إثبات القوة لله وبراءة العبد منها ، والتنبيه على أنه لا قدرة لأحد{[46330]} من الخلق إلا بتقديره ، فلا يخاف من غيره ، والتنبيه على فساد قول الفلاسفة في الطبائع {[46331]}من أنها{[46332]} مؤثرة بنفسها .

ولما قدم{[46333]} ما يجب عليه في نفسه منبهاً به لصاحبه ، ثم ما يجب عليه من{[46334]} التصريح بالإرشاد في أسلوب مقرر أن الأمر كله لله ، لا شيء لأحد غيره ، أنتج قوله تعالى : { إن ترن } أي أيها المفتخر بما له عليّ ! { أنا } {[46335]}ولما ذكر ضمير الفصل ، ذكر مفعول ( ترى ) الثاني فقال{[46336]} : { أقل منك } {[46337]}وميز القليل{[46338]} بقوله : { مالاً وولداً * } أي من جهة المال والولد الذي هو أعز نفر الإنسان .


[46308]:من مد وفي الأصل وظ: إرادة.
[46309]:من ظ ومد وفي الأصل: لشر.
[46310]:من ظ ومد وفي الأصل: أو.
[46311]:سقط من مد.
[46312]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46313]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46314]:من ظ ومد وفي الأصل: غيره.
[46315]:من ظ ومد وفي الأصل: الإشارة.
[46316]:في ظ: ليقود.
[46317]:من ظ ومد وفي الأصل: إنه.
[46318]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46319]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46320]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46321]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46322]:زيد من مد
[46323]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46324]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46325]:زيد من مد.
[46326]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46327]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46328]:زيد من مد.
[46329]:العبارة من بعده إلى "مؤثرة بنفسها" ساقطة من ظ
[46330]:زيد من مد.
[46331]:من مد، وفي الأصل: بأنها.
[46332]:من مد وفي الأصل: بأنها.
[46333]:من ظ ومد وفي الأصل: تقدم.
[46334]:زيد من ظ ومد.
[46335]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46336]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46337]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[46338]:سقط ما بين الرقمين من ظ.