غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ} (223)

176

والضمير في { يلقون } عائد إلى الشياطين كانوا قبل الرجم بالشهب يختطفون بعض الغيوب من الملأ الأعلى بإلقاء { السمع } أي بالإصغاء ثم يرجعون به إلى أوليائهم { وأكثرهم كاذبون } لأنهم يخلطون الحق المسموع بكلامهم الباطل كما جاء في الحديث " الكلمة يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيزيد فيها أكثر من مائة كذبة " والقر الصب . وقيل : السمع بمعنى المسموع أي يلقي الشياطين إلى أوليائهم ما يسمعونه من الملائكة . ويحتمل أن يكون الضمير في : { يلقون } للأفاكين والسمع الأذن أو المسموع أي يلقونه السمع إلى الشياطين فيتلقون وحيهم ، أو يلقون المسموع من الشياطين إلى الناس . وإنما لم يقل " وكلهم كاذبون " لأن الكذوب قد يصدق فيصدق عليه أنه صادق في الجملة لأن هذه عبارة الفصحاء لا يحكمون حكماً كلياً ما لم تدع إليه ضرورة . والحاصل أنهم كانوا يقيسون حال النبي صلى الله عليه وسلم على حال الكهنة فقيل لهم : إن الأغلب على الكهنة الكذب ولم يظهر من أحوال محمد صلى الله عليه وسلم إلا الصدق ، فكيف يكون كاهناً ؟

/خ227