غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُمُ ٱلرَّسُولُ بِٱلۡحَقِّ مِن رَّبِّكُمۡ فَـَٔامِنُواْ خَيۡرٗا لَّكُمۡۚ وَإِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (170)

170

التفسير : لما بينّ فساد طريقة اليهود وأجاب عن شبههم عمم الخطاب فقال : { يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق } أي بالقرآن والقرآن معجز فيكون حقاً أو بالدعوة إلى عبادة الله والإعراض عن غيره وهو الحق الذي تشهد له العقول السليمة . { فآمنوا خيراً لكم } انتصابه بمضمر وكذا في { انتهوا خيراً لكم } لأنه لما بعثهم على الإيمان والانتهاء عن التثليث علم أنه يحملهم على أمر . فالمعنى : اقصدوا وأتوا خيراً لكم مما أنتم فيه من الكفر والتثليث وهو الإيمان والتوحيد ، فإن الإيمان لا شك أنه أحمد عاقبة من الكفر بل العاقبة كلها له . وقيل : إنه منصوب على خبرية " كان " أي يكن الإيمان خيراً لكم والأول أصح لئلا يلزم الحذف من غير قرينة { وإن تكفروا } فإن الله غني عنكم لأنه مالك الكل ، أو هو قادر على إنزال العذاب لأن الكل تحت قهره وتسخيره ، أو له عبيد أخر يعبدونه غيركم { وكان الله عليماً } بأحوال العباد { حكيماً } لا يضيع أجر المحسن ولا يهمل جزاء المسيء .

/خ176