وقوله تعالى : { يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم } يحتمل قوله { بالحق من ربكم } بالحق الذي لله عليكم . ويحتمل قوله{ بالحق من ربكم } بالحق الذي لبعضكم على بعض ؛ قد جاءكم الرسول من الله ببيان ذلك كله . ويحتمل قوله{ قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم } بالحق الذي هو ضد الباطل ونقيضه ، وفرق بينهما ، وأزال الشبه إن لم تعاندوا ، ولم تكابروا{ فآمنوا خيرا لكم } لأن الذي كان يمنعهم عن الإيمان بالله حب الرئاسة وخوف زوال المنافع التي كانت لهم ، فقال : { فآمنوا خيرا لكم } لأن ذلك لكم في الدنيا والآخرة دائم ، لا يزول ، ذلك خير لكم من الذي يكون في وقت ، ثم يزول عنكم عن سريع .
وقوله تعالى : { وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض } الآية : يخبر ، والله أعلم ، أن الله{[6826]} يأمر خلقه ، وينهى ، ليس يأمر ، وينهى لحاجة له ولمنفعة ، وينهى لحاجة الخلق ومنافعهم ؛ إذ من له ما في السموات وما في الأرض وملكهما ولا تقد له حاجة ولا منفعة ، وهو غني بذاته .
وقوله تعالى : { وكان الله عليما حكيما } { عليما } عن علم بأحوالكم ؛ خلقكم لا عن جهل ، { عليما } بما به صلاحكم وفسادكم{ حكيما } حين وضع كل شيء موضعه .
ويحتمل قوله تعالى : { وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض } وجها آخر ؛ وهو الذي تكفرونه يقدر أن يخلق خلقا أخر سواكم يطيعونه إذ له ما في السموات وما في الأرض ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.