غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا بَل لَّمۡ نَكُن نَّدۡعُواْ مِن قَبۡلُ شَيۡـٔٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (74)

51

ومعنى { ضلّوا } غابوا وضاعوا ولم يصل إلينا ما كنا نرجوه من النفع والشفاعة ، وأكدوا هذا المعنى بقوله { بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً } يعتدّ به كما تقول : حسبت أن فلاناً شيء فإذا هو ليس بشيء أي ليس عنده خير . ومن جوّز الكذب على الكفار لم يحتج إلى هذا التأويل وقال : إنهم أنكروا عبادة الأصنام . ثم قال { كذلك يضل الله الكافرين } قالت الأشاعرة : أي عن الحجة والإيمان . وقالت المعتزلة : عن طريق الجنة بالخذلان . وقال في الكشاف : أي مثل ضلال آلهتهم عنهم يضلهم عن آلهتهم حتى لو طلبوا الآلهة أو طلبتهم الآلهة لم يجد أحدهما الآخر . واعترض عليه بأنهم مقرونون بآلهتهم في النار لقوله { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم }

[ الأنبياء : 98 ] والجواب أن كون الجميع في النار لا ينافي غيبة أحدهما عن الآخر . وأجاب في الكشاف باختلاف الزمان وبتفسير الضلال بعدم النفع .

/خ85