الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا بَل لَّمۡ نَكُن نَّدۡعُواْ مِن قَبۡلُ شَيۡـٔٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (74)

ثم قال تعالى : { ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله } أي : يقال لهم أين الذين كنتم تشركون بعبادتكم إياهم من دون الله ينقذونكم{[59930]} مما أنتم فيه من العذاب ؟ ! يقال لهم ذلك تقريعا وتوبيخا على ما سلف منهم في الدنيا من عبادة غير الله سبحانه .

فأجاب المشركون عند ذلك { ضلوا عنا } ، أي : عدلوا عنا فأخذوا غير طريقنا وتركونا في العذاب .

ثم استدركوا فقالوا : { بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا } أي : لم نكن نعبد في الدنيا شيئا .

قال الله جل ذكره : { كذلك يضل الله الكافرين } أي : كما أضل هؤلاء الذين ضل عنهم في الآخرة ما كانوا يعبدون في الدنيا من دون الله ، كذلك يضل الله أهل الكفر عنه وعن طاعته .


[59930]:(ح): ينقذكم.