السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا بَل لَّمۡ نَكُن نَّدۡعُواْ مِن قَبۡلُ شَيۡـٔٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (74)

{ من دون الله } أي : معه وهي الأصنام { قالوا ضلوا } أي : غابوا { عنا } فلا نراهم كما ضللنا نحن في الدنيا عما ينفعنا وذلك قبل أن تقرن آلهتهم أو ضاعوا عنا فلم نجد منهم ما كنا نتوقع منهم { بل لم نكن ندعو } أي : لم يكن ذلك في طباعنا { من قبل } أي : قبل هذه الإعادة { شيئاً } لنكون قد أشركنا به أنكروا عبادتهم إياها كقولهم في سورة الأنعام : { والله ربنا ما كنا مشركين } ( الأنعام : 23 ) وقال الحسن بن الفضل : أي : لم نكن نصنع من قبل شيئاً ، أي : ضاعت عبادتنا لها كما يقول من ضاع عمله ما كنت أعمل شيئاً ثم يقرنون بآلهتهم كما قال تعالى : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } ( الأنبياء : 98 ) أي : وقودها { كذلك } أي : مثل إضلال هؤلاء المكذبين { يضل الله } أي : المحيط علماً وقدرة عن القصد النافع من حجة وغيرها { الكافرين } أي : الذين ستروا مرائي بصائرهم لئلا ينجلي فيها الحق ثم صار لهم ذلك ديدناً .