غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلرَّحۡمَٰنُ} (1)

مقدمة السورة:

( سورة الرحمن مكية إلا قوله ) { يسأله من في السماوات والأرض } الآية . حروفها ألف وثلاثمائة وستة وثلاثون كلماتها ثلاثمائة وإحدى وخمسون آياتها ثمان وسبعون ) .

1

التفسير : افتتح السورة المتقدمة بذكر معجزة تدل على الهيبة والعظمة وهي انشقاق القمر . وافتتح هذه السورة بذكر معجزة تدل على الرحمة والعناية وهي القرآن الكريم الذي فيه شفاء القلوب والطهارة عن الذنوب ، وهو أسبق الآلاء قدماً وأجل النعماء منصباً . وبين السورتين مناسبة أخرى من جهة أنه ذكر هناك ما يدل على الانتقام والغضب كقوله { فذوقوا عذابي ونذر } [ القمر :39 ] وقوله { فكيف كان عذابي ونذر } [ القمر :21 ] وذكر في هذه السورة بعد تعداد كل نعمة { فبأي آلاء ربكما تكذبان } مرة بعد مرة وتذكير النعمة على نعمة لأنها مما توقظ الوسنان وتنبه أهل الغفلة والنسيان . قال جار الله { الرحمن } مبتدأ والأفعال بعده مع ضمائرها أخبار مترادفة ، وإخلاؤها عن العاطف إما لأن العائد قام مقام الصدر وإما لمجيئها على نمط التعديد كما تقول : زيد أغناك بعد فقر أعزك بعد ذل كثرك بعد بعد قلة فعل بك ما لم يفعله أحد بأحد فما تنكر من إحسانه . قلت : فعلى هذا لو لم يوقف على { القرآن } جاز . وقيل : الرحمن خبر مبتدأ أي هو الرحمن .

/خ78