غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ} (2)

1

وقوله { وأنت حلّ بهذا البلد } اعتراض بين القسمين كأنه تعالى عظم مكة من جهة أنه صلى الله عليه وسلم حلّ بها وأقام فيها . وقيل : الحل بمعنى الحلال كأنه سبحانه عجب من اعتقاد أهل مكة كيف يؤذون أشراف الخلق في موضع محرم . عن شرحبيل : يحرمون أن يقتلوا بها صيداً ويعضدوا بها شجرة ويستحلون إخراجك وقتلك . وقال قتادة : أنت حلّ أي لست بأثيم وحلال لك أن تقتل بمكة من شئت كما في الحديث " ولم تحل لي إلا ساعة من نهار " فأن كانت السورة مكية أو مدنية قبل الفتح فقوله { حل } بمعنى الاستقبال نحو { إنك ميت وإنهم ميتون } [ الزمر :30 ] وكثيراً ما تبرز الأفعال المستقبلة في القرآن في صيغ الماضي لتحقق الوقوع ، وإن كان حال الفتح أو بعده فظاهر . وعلى الأول يكون فيه إخبار بالغيب وقد يسر الله له فتح مكة كما وعد فيكون معجزاً .

/خ20