قال الزجاج : ألا ترى أنه فسر العقبة بفك الرقبة والإطعام ؟ فكأنه قيل : فلا فك رقبة ولا أطعم مسكيناً ولاسيما فيمن قرأ { فك } و { أطعم } على الإبدال من { اقتحم } وجعل ما بينهما اعتراضاً . ويجوز أن يراد فلا اقتحم العقبة ولا آمن يدل عليه قوله { ثم كان من الذين آمنوا } ومن قرأ { فك } { أو إطعام } على المصدرين فالفاعل محذوف وهو من خواص المصدر لا يجوز حذف الفاعل من غيره والتقدير : فك فاك رقبة أو إطعام مطعم يتيماً .
والمسغبة مصدر على " مفعلة " من سغب إذا جاع ،
وكذا المقربة من قرب في النسب .
والمتربة من ترب إذا افتقر والتصق بالتراب فليس فوقه ما يستره ولا تحته ما يوطئه . عن النبي صلى الله عليه وسلم :هو الذي مأواه المزابل .
ووصف اليوم بذي مسغبة مجاز باعتبار صاحبه نحو " نهاره صائم " .
وفك الرقبة تخليصها من رق أو غيره . وفي الحديث " إن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : دلني على عمل يدخلني الجنة . فقال : " تعتق النسمة وتفك الرقبة . فقال : أوليسا سواء ؟ قال : لا إعتاقها أن تتفرد بعتقها وفكها تخليصها من قود أو غرم " وقد استدل أبو حنيفة من تقدم العتق على أنه أفضل من الصدقة . وعند بعضهم بالعكس لأن في الصدقة تخليص النفس من الإشراف على الهلاك فإن قوام البدن بالغذاء ، وفي الفك تخليصها من القيد في الأغلب . وأيضاً لعل الأمر في الأول أضيق . ولا شك إن إطعام اليتيم القريب أفضل من اليتيم الأجنبي . وقد يستدل للشافعي أن المسكين أحسن حالاً من الفقير وأنه قد يكون بحيث يملك شيئاً وإلا وقع قوله { ذا متربة } تكراراً .
وقال بعض أهل التأويل : فك الرقبة أن يعين المرء نفسه على إقامة الوظائف الشرعية ليتخلص بها عن النار . وعندي هو أن يفك رقبته عن الكونين ليلزم عنه زوال الحرص المستتبع لمواساة النفس على الطعام والإيثار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.