مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا} (28)

{ واصبر نَفْسَكَ مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم } واحبسها معهم وثبتها { بالغداة والعشى } دائبين على الدعاء في كل وقت ، أو بالغداة لطلب التوفيق والتيسير ، والعشي لطلب عفو التقصير ، أوهما صلاة الفجر والعصر . { بالغُدوة } شامي { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } رضا الله { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } ولا تجاوز ، عداه إذا جاوزه وعدى ب «عن » لتضمن «عدا » معنى «نبا » في قولك «نبت عنه عينه » ، وفائدة التضمين إعطاء مجموع معنيين وذلك أقوى من إعطاء معنى قد { تُرِيدُ زِينَةَ الحياة الدنيا } في موضع الحال { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } من جعلنا قلبه غافلاً عن الذكر وهو دليل لنا على أنه تعالى خالق أفعال العباد { واتبع هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } مجاوزاً عن الحق