مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{هُنَالِكَ ٱلۡوَلَٰيَةُ لِلَّهِ ٱلۡحَقِّۚ هُوَ خَيۡرٞ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ عُقۡبٗا} (44)

{ هُنَالِكَ الولاية لِلَّهِ الحق } { يكن } بالياء و { الولاية } بكسر الواو : حمزة وعلي فهي بالفتح النصرة والتولي ، وبالكسر السلطان والملك ، والمعنى هنالك أي في ذلك المقام وتلك الحال النصرة لله وحده لا يملكها غيره ولا يستطيعها أحد سواه تقريراً لقوله { ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله } أو هنالك السلطان والملك صلى الله عليه وسلم لا يغلب ، أو في مثل تلك الحالة الشديدة يتولى الله ويؤمن به كل مضطر يعني أن قوله { ياليتني لم أشرك بربي أحداً } كلمة ألجيء إليها فقالها جزعاً مما دهاه من شؤم كفره ولولا ذلك لم يقلها . أو هنالك الولاية لله ينصر فيها أولياءه المؤمنين على الكفرة وينتقم لهم يعني أنه نصر فيما فعل بالكافر أخاه المؤمن وصدق قوله { فعسى ربي أن يؤتيني خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء } ويؤيده قوله : { هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقباً } أي لأوليائه ، أو { هنالك } إشارة إلى الآخرة أي في تلك الدار الولاية لله كقوله : { لمن الملك اليوم } [ غافر : 16 ] { الحق } بالرفع : أبو عمرو وعلي صفة ل { الولاية } أو خبر مبتدأ محذوف أي هي الحق أو هو الحق . غيرهما بالجر صفة لله . و { عقبا } ً بسكون القاف : عاصم وحمزة ، وبضمها : غيرهما ، وفي الشواذ «عقبى » على وزن «فعلى » وكلها بمعنى العاقبة .