مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{إِذۡ رَءَا نَارٗا فَقَالَ لِأَهۡلِهِ ٱمۡكُثُوٓاْ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا لَّعَلِّيٓ ءَاتِيكُم مِّنۡهَا بِقَبَسٍ أَوۡ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدٗى} (10)

{ إِذْ رَأَى } ظرف لمضمر أي حين رأى { نَارًا } كان كيت وكيت أو مفعول به لاذكر . رُوي أن موسى عليه السلام استأذن شعيباً في الخروج إلى أمه وخرج بأهله فولد له ابن في الطريق في ليلة مظلمة مثلجة ، وقد ضل الطريق وتفرقت ماشيته ولا ماء عنده وقدح فصلد زنده فرأى عند ذلك ناراً في زعمه وكان نوراً { فَقَالَ لأَِهْلِهِ امكثوا } أقيموا في مكانكم { إِنّى آنَسْتُ } أبصرت { نَارًا } والإيناس رؤية شيء يؤنس به { لعلِّي ءاتيكم منها } بنى الأمر على الرجاء لئلا يعد ما ليس يستيقن الوفاء به { بِقَبَسٍ } نار مقتبسة في رأس عود أو فتيله { أَوْ أَجِدُ عَلَى النار هُدًى } ذوي هدى أو قوماً يهدونني الطريق . ومعنى الاستعلاء في { عَلَى النار } أن أهل النار يستعلون المكان القريب منها .