مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{إِنِّيٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَيۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوٗى} (12)

{ أَنَاْ } مبتدأ أو تأكيد أو فصل وكرر الضمير لتحقيق المعرفة وإماطة الشبهة . رُوي أنه لما نودي يا موسى قال : مَن المتكلم ؟ فقال الله عز وجل : { أَنَاْ رَبُّكَ } . فعرف أنه كلام الله عز وجل بأنه سمعه من جميع جهاته الست وسمعه بجميع أعضائه .

{ فاخلع نَعْلَيْكَ } انزعهما لتصيب قدميك بركة الوادي المقدس ، أو لأنها كانت من جلد حمار ميت غير مدبوغ ، أو لأن الحفوة تواضع لله ومن ثم طاف السلف بالكعبة حافين ، والقرآن يدل على أن ذلك احترام للبقعة وتعظيم لها فخلعهما وألقاهما من وراء الوادي { إِنَّكَ بالواد المقدس } المطهر أو المبارك { طُوًى } حيث كان منوّن : شامي وكوفي لأنه اسم علم للوادي وهو بدل منه ، وغيرهم بغير تنوين بتأويل البقعة . وقرأ أبو زيد بكسر الطاء بلا تنوين .