قوله : { إِذْ رَأَى } : يجوز أَنْ يكونَ منصوباً بالحديث وهو الظاهرُ . ويجوز أن ينتصِبَ ب " اذكر " مقدَّراً ، كما قاله أبو البقاء ، أو بمحذوفٍ بعدَه أي : إذ رأى ناراً كان كيتَ وكيتَ ، كما قاله الزمخشريُّ .
و " هل " على بابها مِنْ كونِها استفهامَ تقريرٍ ، وقيل : بمعنى قد ، وقيل : بمعنى النفي . وقرأ " لأهلِهُ امكثُوا " بضم الهاء حمزة وقد تقدم أنه الأصلُ وهو لغةُ الحجاز ، وقال أبو البقاء : " إن الضمَّ للإِتباع " .
قوله : { آنَسْتُ } أي : أبصرْتُ . والإِيناسُ : الإِبصارُ البيِّنُ ، ومنه إنسانُ العينِ ؛ لأنه يُبْصَر به الأشياءُ ، وقيل : هو الوِجْدان ، وقيل : الإِحساسُ فهو أعمُّ من الإِبصار ، وأنشدوا للحارث بن حِلِّزة :
آنسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القُنْ *** ناصُ عَصْراً وقد دنا الإِمْساءُ
والقَبَسُ : الجَذْوَةُ من النار ، وهي الشُّعْلةُ في رأسِ عُوْدٍ أو قَصَبةٍ ونحوِهما . وهو فَعَلٌ بمعنى مَفْعول كالقَبَض والنَّقَضِ بمعنى المَقْبوض والمَنْقوض . ويقال : أَقْبَسْتُ الرجلَ علماً وقَبَسْتُه ناراً ، ففرقوا بينهما ، هذا قولُ المبردِ . وقال الكسائيُّ : إن فَعَلَ وأَفْعَلَ يُقالان في المعنيين ، فيقال : قَبَسْتُه ناراً وعلماً ، وأَقْبَسْته أيضاً عِلْماً وناراً .
وقوله { مِّنْهَا } يجوز أَنْ يتعلق/ ب " آتِيكم " أو بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ قَبَس . وأمال بعضُهم ألفَ " هدى " وقفاً . والجيدُ أَنْ لا تُمالَ لأنَّ الأشهر أنها بدلٌ من التنوين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.