مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ} (4)

{ أَمْ حَسِبَ الذين يَعْمَلُونَ السيئات } أي الشرك والمعاصي { أَن يَسْبِقُونَا } أي يفوتونا يعني أن الجزاء يلحقهم لا محالة ، واشتمال صلة «أن » على مسند ومسند إليه سد مسد مفعولين كقوله { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الجنة } [ البقرة : 214 ] ويجوز أن يضمن حسب معنى قدر و «أم » منقطعة ، ومعنى الإضراب فيها أن هذا الحسبان أبطل من الحسبان الأول لأن ذلك يقدر أنه لا يمتحن لإيمانه وهذا يظن أنه لا يجازى بمساويه . وقالوا : الأول في المؤمنين وهذا في الكافرين { سَاء مَا يَحْكُمُونَ } «ما » في موضع رفع على معنى ساء الحكم حكمهم ، أو نصب على معنى ساء حكماً يحكمون ، والمخصوص بالذم محذوف أي بئس حكماً يحكمونه حكمهم