فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ} (4)

{ أم حسب الذين يعملون السيئات } أي الشرك والمعاصي { أن يسبقونا } أي أن يفوتونا فلا ننتقم منهم ، ويعجزونا قبل أن نؤاخذهم بما يعملون ، و { أم } هي المنقطعة ، ومعنى الإضراب فيها هذا الحسبان أبطل من الحسبان الأول ، لأن ذلك يقدر أنه لا يمتحن لإيمانه ، وهذا يظن أنه لا يجازي بمساويه ، وقالوا : الأول في المؤمنين ، وهذا في الكافرين المشركين .

{ ساء ما يحكمون } أي بئس الذي يحكمونه حكمهم هذا . وقال الزجاج ( ما ) في موضع نصب بمعنى ساء شيئا أو حكما يحكمون ، قال : ويجوز أن تكون ( ما ) في موضع رفع بمعنى ساء الشيء ، أو الحكم حكمهم . قال ابن كيسان : ساء حكمهم .