الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ} (4)

ثم قال تعالى : { أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا } أي : أحسب الذين يشركون بالله أن يعجزونا فلا تقدر عليهم ، ساء الحكم الذي يحكمونه وقوله " ساء ما " يجوز أن تكون " ما " نكرة على تقدير ساء شيئا يحكمون ، كنعم رجلا زيد{[54366]} .

ويجوز أن تكون معرفة على تقدير ساء الشيء يحكمون{[54367]} .

وأجاز ابن كيسان{[54368]} ، أن تكون ما والفعل مصدرا ، أي : ساء حكمهم{[54369]} . ولكن لا يقع لفظ المصدر بعد ساء وإن كان الكلام بمعنى ذلك ، كما نقول عسى أن تقوم ، ولا يجوز عسى القيام ، وهو بمعناه . فأجاز أن تكون ما زائدة ، ولكنها سدت مسد اسم ساء .


[54366]:انظر: مشكل إعراب القرآن لمكي 2/ 550، ولفظه " ساء شيئا يحكمونه".
[54367]:نفس المصدر ولفظه "ساء الشيء الذي يحكمونه"
[54368]:هو أبو الحسن محمد ابن أحمد ابن إبراهيم المعروف بابن كيسلن النحوي اللغوي. أخذ عن المبرد وصعلب من أشهر كثبه "معاني القرآن" و"علل النحو" توفي سنة 299 هـ انظر: نزهة الألباء 235، رقم 82، وإنباه الرواة 3/ 57، رقم 586، وبغية الوعاة 1/ 18، رقم 28، وشذرات الذهب 2/232.
[54369]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 3/ 248، ومشكل إعراب القرآن لمكي 2/ 550، والمحرر الوجيز 12/ 202، والجامع للقرطبي 13/ 327، والبحر المحيط 6/ 141.