مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَشَدُّ مِنۡهُم بَطۡشٗا فَنَقَّبُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ هَلۡ مِن مَّحِيصٍ} (36)

{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ } قبل قومك { مِّن قَرْنٍ } من القرون الذين كذبوا رسلهم { هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم } من قومك { بَطْشاً } قوة وسطوة { فَنَقَّبُواْ } فخرقوا { فِى البلاد } وطافوا . والتنقيب التنقير عن الأمر والبحث والطلب ، ودخلت الفاء للتسبيب عن قوله { هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً } أي شدة بطشهم أقدرتهم على التنقيب وقوّتهم عليه ، ويجوز أن يراد فنقب أهل مكة في أسفارهم ومسايرهم في بلاد القرون فهل رأوا لهم محيصاً حتى يؤملوا مثله لأنفسهم ، ويدل عليه قراءة من قرأ { فَنَقِّبُواْ } على الأمر { هَلْ مِن مَّحِيصٍ } مهرب من الله أو من الموت .