قوله : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا } : " كم " نُصِب بما بعده . وقُدِّم : إمَّا لأنه استفهامٌ ، وإمَّا لأنَّ الخبريَّة تَجْري مَجْرى الاستفهاميةِ في التصدير . و " مِنْ قَرْن " تمييزٌ ، و " هم أشدُّ " صفةٌ : إمَّا ل " لكم " وإمَّا ل " قرن " .
قوله : { فَنَقَّبُواْ } الفاءُ عاطفةٌ على المعنى كأنه قيل : اشتدَّ بَطْشُهم فنَقَّبوا . والضمير في " نَقَّبوا " : إما للقرونِ المقتدمةِ وهو الظاهرُ ، وإمَّا لقريش ، ويؤيِّده قراءةُ ابنِ عباس وابن يعمر وأبي العالية ونصر ابن سيَّار وأبي حيوةَ والأصمعيِّ عن أبي عمرو " فَنَقِّبوا " بكسر القاف أَمْراً لهم بذلك . والتنقيب : التنقير والتفتيش ، ومعناه التطوافُ في البلاد . قال الحارث بن حِلِّزة :
نَقَّبوا في البلاد مِنْ حَذَرِ الموْ *** تِ وجالُوا في الأرض كلَّ مجَالِ
وقد نَقَّبْتُ في الآفاقِ حتى *** رَضِيْتُ مِن الغنيمة بالإِياب
وقرأ ابن عباس وأبو عمروٍ أيضاً في رواية " نَقَبوا " بفتح القاف خفيفةً . ومعناها ما تقدَّم . وقُرِىء " نَقِبوا " بكسرها خفيفةً أي : تَعِبَتْ أقدامُهم وأقدامُ إِبِلهم ودَمِيَتْ ، فَحُذِفَ المضافُ ، وذلك لكثرةِ تَطْوافِهم .
قوله : { هَلْ مِن مَّحِيصٍ } مبتدأٌ ، وخبرُه مضمرٌ تقديرُه : هل لِمَنْ سَلَكَ طريقتَهم ، أو هل لهم مِنْ مَحيصٍ ، وهذه الجملةُ تحتمل أن تكون إلى إضمارِ قولٍ ، وأَنْ لا تكونَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.