مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَ جَنَّـٰتٖ مَّعۡرُوشَٰتٖ وَغَيۡرَ مَعۡرُوشَٰتٖ وَٱلنَّخۡلَ وَٱلزَّرۡعَ مُخۡتَلِفًا أُكُلُهُۥ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُتَشَٰبِهٗا وَغَيۡرَ مُتَشَٰبِهٖۚ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِۦۖ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ} (141)

{ وَهُوَ الذي أَنشَأَ } خلق { جنات } من الكروم { معروشات } مسموكات مرفوعات { وَغَيْرَ معروشات } متروكات على وجه الأرض لم تعرش ، يقال عرشت الكرم إذا جعلت له دعائم وسمكاً تعطف عليه القضبان { والنخل والزرع مُخْتَلِفًا } في اللون والطعم والحجم والرائحة ، وهو حال مقدرة لأن النخل وقت خروجه لا أكل فيه حتى يكون مختلفاً وهو كقوله { فادخلوها خالدين } [ الزمر : 73 ] { أَكُلُهُ } { أَكْله } حجازي وهو ثمره الذي يؤكل ، والضمير للنخل ، والزرع داخل في حكمه لأنه معطوف عليه ، أو لكل واحد { والزيتون والرمان متشابها } في اللون { وَغَيْرَ متشابه } في الطعم { كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ } من ثمر كل واحد ، وفائدة { إِذَا أَثْمَرَ } أن يعلم أن أول وقت الإباحة وقت إطلاع الشجر الثمر ولا يتوهم أنه لا يباح إلا إذا أدرك { وَءَاتُواْ حَقَّهُ } عشره وهو حجة أبي حنيفة رحمه الله في تعميم العشر { يَوْمَ حَصَادِهِ } بصري وشامي وعاصم ، وبكسر الحاء غيرهم . وهما لغتان { وَلاَ تُسْرِفُواْ } بإعطاء الكل وتضييع العيال . وقوله { كُلُواْ } إلى { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين } اعتراض