جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَ جَنَّـٰتٖ مَّعۡرُوشَٰتٖ وَغَيۡرَ مَعۡرُوشَٰتٖ وَٱلنَّخۡلَ وَٱلزَّرۡعَ مُخۡتَلِفًا أُكُلُهُۥ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُتَشَٰبِهٗا وَغَيۡرَ مُتَشَٰبِهٖۚ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِۦۖ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ} (141)

{ وهو{[1538]} الذي أنشأ } : أبدع ، { جنات } : بساتين من الكروم ، { معروشات } : مرفوعات على ما يحملها ، { وغير معروشات{[1539]} } قيل : الأول ما غرسه الناس ، والثاني ما نبت في البراري ، { والنخل والزرع مختلفا أكله } أي : أكل كل واحد منهما يعني ثمره في الكيفية ، والهيئة و( مختلفا ) حال مقدرة ، لأنه لم يكن وقت الإنشاء كذلك ، { والزيتون والرمان متشابها } : في المنظر ، { وغير متشابه } : في الطعم قيل : بعض أفرادهما يتشابه في اللون والطعم ولا يتشابه بعضها ، { كلوا من ثمره } : ثمر كل واحد ، { إذا أثمر } : وإن لم ينضج ، { وآتوا حقه يوم حصاده } : هذا شيء كان واجبا قبل وجوب{[1540]} الزكاة ، وعن بعض السلف أنه{[1541]} الزكاة قيل فيه دليل على رخصة الأكل قبل أداء الزكاة ، { ولا تسرفوا } : في التصدق أو في الأكل والتصدق أو في البخل فلا تعطوا حق الله ، { إنه لا يحب المسرفين } : لا يرتضي فعلهم .


[1538]:ولما أخبر عنهم أنهم حرموا من حرثهم وأنعامهم أخذ يمتن عليهم بهذين أي: الثمار والأنعام ويعيرهم بفعلهم، ويبين لهم طريق التصرف، فقال: (وهو الذي انشأ جنات معروشات) الآية/12 وجيز.
[1539]:فيه أن العنب هو رأس الفواكه من شجرة البساتين/12 وجيز.
[1540]:من قال: إن الآية مكية لا بد له أن يقول إن الواجب غير الزكاة، ومن قال: إن الآية مدنية، فعنده الواجب الزكاة فإنها فرضت في المدينة/12 منه.
[1541]:وعلى هذا ظاهر القرآن ما عليه مالك: إن في كل حب وثمرة زكاة واشترط أن يكون خمس أوسق، وفيه رخصة الأكل قبل أداء الزكاة والحصاد/12 وجيز.