محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِۦ وَأَجۡمَعُوٓاْ أَن يَجۡعَلُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلۡجُبِّۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمۡرِهِمۡ هَٰذَا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (15)

[ 15 ] { فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون 15 } .

{ فلما ذهبوا به } أي بعد مراجعة أبيهم في شأنه { وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب } فيه تعظيم لما أزمعوا ، إذ أخذوه ليكرموه ، ويدخلوا السرور على أبيه ، ومكروا ما مكروا . { وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا } أي أعلمناه بإلقاء في روعه ، أو بواسطة ملك عند ذلك تبشيرا له ، بأنك ستخلص مما أنت فيه ، وتحدثهم بما فعلوا بك .

/ وقوله : { وهم لا يشعرون } إما متعلق ب { أوحينا } أي أوحينا إليه ذلك وهم لا يشعرون ، إيناسا له ، وإزالة للوحشة ؛ أو حال من الهاء في { لتنبئنهم } ، أي : لتحدثنهم بذلك وهم لا يشعرون أنك يوسف ، لعلوّ شأنك ، كما سيأتي في قوله تعالى{[4912]} : { فعرفهم وهم له منكرون } .

روي أنهم نزعوا قميص يوسف الموشى الذي عليه ، وأخذوه ، وطرحوه في البئر ، وكانت فارغة لا ماء بها ، وجلسوا بعد ، يأكلون ويلهون إلى المساء .

وجواب { لما } في الآية محذوف ، مثل فعلوا ما فعلوا ، أو طرحوه فيها . وقيل : الجواب { أوحينا } والواو زائدة .


[4912]:[12 / يوسف / 58].