الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا} (93)

ثم قال : { إن كل من في السموات والأرض إلا أتي الرحمن عبدا }[ 94 ] .

أي : إلا هو عبد لله{[44774]} ، خاضعا له ، ذليلا .

وهذه الآية تدل على أن الرجل لا يملك ، ولده ، فإذا صار إليه بشراء أو إرث{[44775]} أو هدية عتق عليه ، إن شاء أو أبى{[44776]} .

ومعنى : { وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا } أن الرحمن{[44777]} لا شبيه له ، والولد يشبه والده ومن جنسه يكون . فلو كان له ولد لأشبهه ، ولكان من جنسه ، وهو لا شبيه له ولا مثل ، فهذا أمر لا يتمكن ، ولا ينبغي أن يكون ، فهو مستحيل ممتنع سبحانه لا إله إلا هو .


[44774]:ز: الله.
[44775]:أو وارث (تصحيف).
[44776]:التأويل للقاضي أبي يعلى في زاد المسير 5/265.
[44777]:ز: الرجل، (تحريف).