فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا} (93)

{ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ( 93 ) لقد أحصاهم وعدّهم عدّا ( 94 ) وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ( 95 ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّا ( 96 ) فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدّا ( 97 ) وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ( 98 ) } .

{ إن كل من في السماوات والأرض } أي ما كل من فيها { إلا } وهو { آتي الرحمن } وجّد آتي وآتيه الآتي حملا على لفظ { كل } وهو اسم فاعل من أتى وهو مستقبل ، أي يأتيه يوم القيامة { عبدا } مقرا بالعبودية خاضعا ذليلا منهم عزير وعيسى ، كما قال : { وكل أتوه داخرين } أي صاغرين ، والمعنى أن الخلق كلهم عبيده ، فكيف يكون واحد منهم ولدا له ؟ وقرئ آت على الأصل