محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِمۡ فِعۡلَ ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَوٰةِۖ وَكَانُواْ لَنَا عَٰبِدِينَ} (73)

{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ } .

{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً } أي قدوة يقتدى بهم في أمور الدين ، إجابة لدعائه عليه السلام بقوله : { ومن ذريتي } { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } أي يهدون الناس إلى الحق بأمرنا لهم بذلك وإذننا . قال الزمخشري : فيه أن من صلح ليكون قدوة في دين الله ، فالهداية محتومة عليه ، مأمور هو بها ، من جهة الله . ليس له أن يخل بها ويتثاقل عنها . وأول ذلك أن يهتدي بنفسه ، لأن الانتفاع بهداه أعم ، والنفوس إلى الاقتداء بالمهدي أميل { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ } أي أن تفعل الخيرات ، مما يختص بالقلوب أو الجوارح { وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ } أي بالتوحيد الخالص والعمل الصالح .