محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ وَلَدَيۡنَا كِتَٰبٞ يَنطِقُ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (62)

وقوله تعالى :

وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ { 62 }

{ وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } جملة مستأنفة ، سيقت للتحريض على ما وصف به السابقون من فعل الطاعات المؤدي إلى نيل الخيرات ، ببيان سهولته وكونه غير خارج عن حد الوسع والطاقة . أي سنتنا جارية على ألا نكلف نفسا من النفوس إلا ما في وسعها . أو للترخيص فيما هو قاصر عن درجة أعمال أولئك الصالحين ، ببيان أنه تعالى لا يكلف عباده إلا ما في وسعهم . فإن لم يبلغوا في فعل الطاعات مراتب السابقين ، فلا عليهم ، بعد أن يبدلوا طاقتهم ويستفرغوا وسعهم ، أفاده أبو السعود .

{ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ } وهو كتاب الأعمال . كقوله تعالى [ الجاثية 29 ] { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحقّ ، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } { وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

/خ63